كيفية اتخاذ قرار قائم على البيانات

يتطلب اتخاذ القرار عدة خطوات، بدءًا من تحليل الموقف وحتى صياغة خطة العمل. لنرى كيف يختلف القرار القائم على البيانات عن مجرد جعل الأمور تحدث.

7 خطوات لاتخاذ القرار القائم على البيانات

الموضوعات الرئيسية الواردة في المقال:

لماذا نحتاج إلى قرارات قائمة على البيانات؟

تتمثل الإجابة في كلمة واحدة ألا وهي التعقيد. أي قرار نتخذه يعتمد على البيانات. إذا قررت عبور الشارع، فمن البديهي واتباعًا لغريزتك ستجمع الكثير من البيانات عن حركة المرور والأحوال الجوبة، فضلاً عن بيانات بشأن سلوك المشاة الآخرين.

وفي سياق الأعمال، يمكننا أيضًا اتخاذ القرارات من خلال اتباع الغريزة بشكل بديهي، لكن درجة تعقيدها مرتفعة، وبالتالي فإن هذا النهج الطبيعي لن يأخذنا بعيدًا. في مرحلة معينة، يتعين علينا التحول إلى اتخاذ قرار قائم على البيانات.

السمات الرئيسية للقرارات القائمة على البيانات

إن اتخاذ القرار القائم على البيانات (والمعروف أيضًا باختصار Data-Driven Decision-Making” DDDM“) هو ممارسة لجمع وتحليل البيانات ذات الصلة من أجل دعم القرارات.

ليس هناك اتفاق بشأن منهجية محددة يجب اتباعها. بينما يتعامل العديد من المؤلفين مع DDDM من جانب البيانات، أود أن أوضح كيف أن صنع القرار المبني على البيانات يتطابق مع أفكار التخطيط الاستراتيجي.

فيما يلي السمات الرئيسية للنهج المنضبط القائم على البيانات لاتخاذ القرار:

  • تتبع مؤشرات الأداء الرئيسية (KPIs). استخدم مؤشرات الأداء الرئيسية (KPIs) المتوافقة مع الاستراتيجية، وحذارِ من المقاييس الزائفة والمقاييس البسيطة.
  • الاحتفاظ بالأساس المنطقي في السجلات. اكتب ما قادك إلى هذا القرار، وأسباب اتخاذ هذا القرار.
  • التعلم من الأخطاء. تحليل نتائج القرارات السيئة والجيدة، وخلق التعلم وتحسين الحلقات.

فيما يلي، نناقش ما تعنيه هذه السمات عمليًا.

بدائل القرارات القائمة على البيانات

هيا بنا نناقش بعض البدائل لصنع القرار القائم على البيانات.

الإدارة القائمة على مؤشرات الأداء الرئيسية

يشير مصطلح “الإدارة القائمة على مؤشرات الأداء الرئيسية” عادةً إلى ممارسة بناء تسلسل هرمي لمؤشرات الأداء الرئيسية واتخاذ قرارات العمل وفقًا لاتجاهات مؤشرات الأداء الرئيسية.

  • في الأساس، إننا نتحدث عن بطاقة أداء مؤشرات الأداء الرئيسية. وفي أيدٍ أمينة، ستنسجم مع سياق العمل وستوجه المؤسسة نحو الأهداف الصحيحة.

في بعض الأحيان، يتم استخدام المصطلح بشكل ساخر لوصف تحيز فريق الإدارة الذي يركز على قياس الأداء بدلاً من خلق قيمة تجارية حقيقية.

البيانات الكبيرة

عند مناقشة القرارات القائمة على البيانات، نفترض أن البيانات متاحة بالفعل. وعلى النقيض من ذلك، فإننا -باستخدام مبادرات البيانات الكبيرة– نركز على استخلاص المعلومات من كميات كبيرة من البيانات المعقدة.

وعندما يتم جمعها وتحليلها والإبلاغ عنها بصورة سليمة، ستكون البيانات الكبيرة مصدرًا لاتخاذ قرار قائم على البيانات.

القرارات القائمة على البيانات مقابل القرارات غير القائمة على البيانات

لقد قارنت خطوات عملية اتخاذ القرار النموذجية التي لا تعتمد على البيانات (دعنا نسميها “جعل الأمور تحدث”) مع اتخاذ القرار القائم على البيانات.

1. فهم سياق العمل

“جعل الأمور تحدث” صنع القرار القائم على البيانات
لدينا فكرة رائعة – لننفذها! لا يتعلق الأمر بقرار واحد فقط، بل يتعلق بفهم السياق وتحديد الأولويات وإيجاد روابط السبب والنتيجة. دعونا نلقي نظرة على الخريطة الاستراتيجية أولاً.

من الناحية المثالية، يجب أن يكون صنع القرار جزءًا تكتيكيًا من عملية التخطيط الاستراتيجي المنظمة.

تتوافق القرارات الجيدة مع الرؤية المشتركة للمؤسسة التي يتم عرضها على خريطة الاستراتيجية.

2. تحديد مؤشرات الأداء الرئيسية

“جعل الأمور تحدث” صنع القرار القائم على البيانات
تبدو الفكرة مثيرة للاهتمام! دعونا نبحث على بعض مؤشرات الأداء الرئيسية على الإنترنت لهذا الغرض. نريد أن نتخذ قرارًا أكثر واقعية وأكثر تحديدًا باستخدام مؤشرات الأداء الرئيسية. إننا نقوم بتصميم مؤشرات الأداء الرئيسية حسب الطلب. إليك الأسئلة التي نطرحها:

  • كيف سنتحكم في تقدم عملية التنفيذ (المؤشرات الرائدة)؟
  • كيف سنتحقق من صحة النتائج المحققة؟
  • متى نخطط لتحقيق هذه النتائج؟ (تحديد القيم المستهدفة)

مؤشرات الأداء الرئيسية هي نقطة الألم لأي نظام إدارة أداء. يفضل بعض الأشخاص العمل بدون مؤشرات الأداء الرئيسية، بينما يفضل البعض استخدام مؤشرات الأداء الرئيسية من القائمة الطويلة من المؤشرات الموجودة على شبكة الإنترنت. في رأيي، إنه من المنطقي استثمار الوقت في إيجاد مؤشرات أداء خاصة بتحديات عملك.

3. التصور

“جعل الأمور تحدث” صنع القرار القائم على البيانات
لنصمم بعض لوحات المعلومات! من الأسهل التعرف على المؤشرات والأفكار الشاذة عندما تكون لدينا بياناتنا على لوحة المعلومات. دعونا نضع بيانات الأداء الخاصة بالمؤشرات الرائدة والمتأخرة على نفس الرسم البياني.

إن تصميم لوحة معلومات رائعة باستخدام أي أداة برمجية لا يمثل مشكلة. لكن تكمن المشكلة في جعل هذه المعلومات ذات سياق كافٍ لإحداث فرق بالنسبة لصانعي القرار.

  • إنني متأكد من أنكم تعرفون الحالات التي يتم فيها استخدام لوحات المعلومات الرائعة في التقارير ربع السنوية، ولكن القرارات الحقيقية تُتّخذ باستخدام الكثير من جداول البيانات المخصصة.

وبهذا المعنى، فإن برنامج تنفيذ الاستراتيجية (تحدثنا هنا عن الفرق بين لوحة المعلومات وبطاقة الأداء المتوازن) ينقل بياناتك خطوة إلى الأمام في مواجهة التحديات الاستراتيجية.

4. خطة العمل

“جعل الأمور تحدث” صنع القرار القائم على البيانات
لدينا خطة ولدينا ميزانية! نصوغ خطة عمل بناءً على فهمنا الحالي للوضع، ونصف:

  • القرار والأنشطة المحددة التي يشملها.
  • الأساس المنطقي
  • الوقت والميزانية اللازمان.

تشكل الميزانية جزءًا هامًا من أي خطة عمل، ولكن الأهم من ذلك هو صياغة جميع التفاصيل وراء القرار. يسهّل مثل هذا النهج ضم أعضاء جدد في الفريق، وتسلسل القرارات عبر المؤسسة، وتحليل النتائج (انظر الخطوة 7).

5. ترتيب القرارات من حيث الأولوية

“جعل الأمور تحدث” صنع القرار القائم على البيانات
توقف عن فعل ما كنت تفعله وانتقل إلى فكرة جديدة. إننا نستخدم بطاقة الأداء ذات الأولوية لمقارنة القرارات الجديدة بالأفكار المتنافسة. عادةً ما يتم تنفيذ القرارات التي تحصل على درجة أعلى أولاً.

تتعلق الاستراتيجية باختيار الأولويات، وتحديد ما ينبغي فعله أولاً وما ينبغي تجاهله. في بعض الأحيان، يكفي إلقاء نظرة سريعة على الفكرة للموافقة عليها أو رفضها (انظر الخطوة 1)، في حين تعمل في حالات أخرى على إنشاء إطار عمل خاص لتحديد الأولويات، والذي يأخذ بعين الاعتبار العوامل المهمة بالنسبة لمؤسستك.

6. التنفيذ

“جعل الأمور تحدث” صنع القرار القائم على البيانات
لدينا خطة، شخص ما سوف ينفذها. الشخص الذي شارك في المناقشة الآن سيتبع الخطة المعتمدة. إننا نستخدم المقاييس الرائدة والمتأخرة كنقاط تحكم، وندوّن أي نتائج غير متوقعة.

من الجيد أن تكون لديك صورة عن كيفية سير الأمور في الوقت الفعلي، ولكن كن حذرًا مع مؤشرات الأداء الرئيسية. في معظم الحالات، ستفشل مؤشرات الأداء الرئيسية المستخدمة للتحكم المباشر. وبدلاً من ذلك، استخدم قياس الأداء كأساس للمناقشة والتحسين.

7. تحليل النتائج

“جعل الأمور تحدث” صنع القرار القائم على البيانات
يبدو أن الفكرة نجحت/ لم تنجح معنا … لكل قرار، نخطط لتحليل النتائج. نستخدم تحليل الثغرات أو إطار الأهداف والنتائج الرئيسية لاستعراض النتائج رسميًا.

وهنا سوف يساعد الأساس المنطقي الموضح بالتفصيل (انظر الخطوة 4). بيانات الأداء النهائية ليست بنفس أهمية الوظيفة التي قام بها فريقك على طول الطريق. لا تقم فقط بإجراء “التقييمات”، لكن قم بتحليل الأسباب العميقة للفشل/ النجاح واقترح تحسينات استراتيجية.

8. حلقة التعلم

“جعل الأمور تحدث” صنع القرار القائم على البيانات
القرارات السيئة لا مفر منها … نقوم باستعراض عملية اتخاذ القرار ذاتها:

  • ما هي المبادئ التي كانت مفيدة؟
  • ما هي الأساليب التي ينبغي تحسينها؟

إننا نعمل على تحسين ثقافتنا الخاصة باتخاذ القرار: نبحث عن المشكلات متكررة الحدوث، ونزيل التعقيدات غير الضرورية، ونقوم بتحديث القوالب والمعايير.

إنها فرصتك للتحدث مع نفسك في الماضي. استخدم هذه الخطوة كعرض بأثر رجعي للمبادئ التي اتبعها فريقك. قم بتحسين الاتصالات وتحسين البنية التحتية ومواءمة الآليات الداخلية بشكل أفضل مع خلق القيمة للمستخدمين النهائيين.

إذا كنت تخطط بشكل جدي لاتخاذ قرارات قائمة على البيانات، فابحث عن مؤشرات الأداء الرئيسية الخاصة بالبيانات الكبيرة ، والتي من شأنها أن تساعد في تحديد مصادر البيانات والتحليل وجهود الإبلاغ.

الاستنتاجات

إن اتخاذ قرارات قائمة على البيانات لا يقتصر فقط على النظر إلى لوحات المعلومات الثنائية اللطيفة، بل يتعلق الأمر أكثر بنهج منضبط لصياغة المشكلة وتحديد نقاط التحكم، ومن ثم متابعة التقدم والنتائج.

تدعم أطر العمل المطبقة على نحو سليم -مثل بطاقة الأداء المتوازن أو الأهداف والنتائج الرئيسية– اتخاذ القرار القائم على البيانات “حسب التصميم”.

ما هي الممارسات التي يستخدمها فريقك لصنع القرار القائم على البيانات؟ لا تتردد في المشاركة في التعليقات.

استشهد بهذه المقالة باسم: Alexis Savkín, "كيفية اتخاذ قرار قائم على البيانات", BSC Designer, سبتمبر 20, 2021, https://bscdesigner.com/ar/data-driven-decision.htm.

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.